on


عمرو دياب يتحدث : يجب ان املك شجاعة الاعتراف

 بأننى انشغلت عن امى بسبب عملى 

وكم انا مشتاق لها 

شاهد التفاصيل



من غريب الأمور لدى أي إنسان أن يكون لديه في مخزونه اللاواعي عدد كبير من المتلازمات التي تستدعيها بعض المحركات الخارجية، وبالنسبة إلي فهناك متلازمة أتذكرها لا يمكن الفكاك منها في كل عام، وتحديدا في شهر رمضان، فلا يمكن تذكر أمي وحدها من دون خلفية من صوت الشيخ الراحل محمد رفعت وهو يقرأ القرآن الكريم من مذياع بعيد، فدائما هناك مذياع تم ضبط موجته على إذاعة القرآن الكريم موضوع بمكان ما من منزلها.. كما أتذكرها دائما وهي تعطي أوامرها لمن تساعدها في الأعمال المنزلية بأن تأتي لها برؤوس الثوم المعلقة على مسمار في شرفة منزلنا الريفي في تصميمه، حتى يتسنى لها أن تعد لي بيديها “تقلية” الملوخية التي لها مذاقها الخاص، وخصوصا في رمضان المبارك، عندما كنت أذهب لقضاء يومين معها بمنيا القمح.
في الحقيقة لا بد أن أملك شجاعة الاعتراف بأن المرء يكتشف حاجته إلى أشياء بعينها بعد فوات الأوان، وللأسف دائما يأتي هذا الاكتشاف متأخرا، فكم فرصة ضيعتها (بسبب انهماكي الشديد في عملي) كان يمكن أن أراها وأتناجي معها في حديث لا يخلو من الحميمية والخصوصية التي بين الابن وأمه؟ كم مرة دعتني إلى الطعام، خصوصا أنها دائما كانت تعدني بأن تعد لي كل ما أحبه من مأكولات بيديها، لكن ظروف عملي منعتني من تلبية دعوتها؟ كم مرة اضررت للاعتذار عن حضور مناسبات أسرية وعائلية بسبب سفري في رحلات عمل.
أشعر بحنين بالغ إلى طفولتي البعيدة، عندما كنت كأي طفل آخر أنعم بحياتي مع أمي وأبي وشقيقي الحبيب، ننام أنا وأخي في الحجرة نفسها، ونجتمع مع أمي وأبي حول مائدة الطعام، ونلهو معا، ونتشاجر حول من يجلب لأمي ما تطلبه أولا، ونهشم المزهريات، وندس الأجسام المعدنية في مقابس الكهرباء، وفي المساء تجلس أمي معنا في حجرتنا، لتحكي لنا القصص المسلية التي كانت تترجمها عن اللغة الفرنسية، التي كانت تجيدها وتدرسها لتلاميذ إحدى المدارس الأجنبية بمدينة بورسعيد







0 comments:

إرسال تعليق

ننتظر تعليقات الديابية دائما .. فلا تبخلوا علينا بها