on


مقال بعنوان : ليس دفاعا عن عمرو دياب

 بقلم عبد الله محمود

 شاهد التفاصيل



استغربت كثيراً‮ ‬من الهجوم الذي تعرض له عمرو دياب،‮ ‬واتهامه بالتطبيع مع إسرائيل،‮ ‬وأري أن أسباب هذا الهجوم‮ ‬غير دقيقة،‮ ‬وفيها الكثير من علامات الاستفهام التي تحتاج لتوضيح،‮ ‬منها اتهامه بالتعاون موسيقياً‮ ‬مع الكيان الصهيوني،‮ ‬وأن شركة‮ (‬روتانا‮) ‬التي‮ ‬يتعامل معها عمرو دياب دخلت في شراكة مع رجل الأعمال وإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ‮!‬
وما أعرفه أن مردوخ هذا مسيحي الديانة وليس‮ ‬يهودياً،‮ ‬كما‮ ‬يظن الكثيرون في العالم،‮ ‬وحتي لو كان‮ ‬يهودياً‮ ‬فهذه ديانة سماوية‮! ‬المهم ألا‮ ‬يكون صهيونياً،‮ ‬وما أعرفه أيضاً‮ ‬عن مردوخ أنه استرالي مسيحي هاجر إلي أمريكا عام‮ ‬1988‮ ‬وأقام مؤسسة إعلامية ضخمة في انجلترا وأمريكا،‮ ‬وهو‮ ‬يمتلك‮ ‬40٪‮ ‬من شركة‮ »‬نيوز كورب‮« ‬وهذه الشركة تمتلك‮ ‬12٪‮ ‬من أسهم مجموعة‮ (‬روتانا‮) ‬أي أن الموضوع لا‮ ‬يستحق كل هذه الضجة‮.. ‬ليس هذا فحسب بل إن هناك مسلمين من كل الدول العربية‮ ‬يمتلكون أسهماً‮ ‬في شركات أمريكية وغيرها من الدول الأوربية‮.. ‬فهل قالوا في أمريكا مثلاً‮ ‬كيف نشارك هؤلاء المسلمين؟‮! ‬وأعتقد أن الموضوع به الكثير من علامات الاستفهام والغموض‮.. ‬نعم أنا ضد التعاون مع أي إسرائيلي صهيوني وأرفض ذلك تماماً‮.. ‬لكن المرء‮ ‬يحتاج للتأني والتفكير لمعرفة الحقيقة،‮ ‬وأنا هنا لا أدافع عن عمرو دياب،‮ ‬فلو ثبت أنه قام بالتطبيع موسيقياً‮ ‬مع الكيان الصهيوني فيجب محاسبته وفقاً‮ ‬للوائح والقوانين،‮ ‬ولكن ما أعرفه ويعرفه الجميع أن دياب متعاقد مع شركة‮ (‬روتانا‮) ‬وهذه الشركة لا تحتاج للتطبيع،‮ ‬وبالتالي لا دخل لدياب بكل ما‮ ‬يقال لأنني أعرف عمرو دياب جيداً‮ ‬كفنان وإنسان،‮ ‬وأعرف أسلوب تفكيره،‮ ‬وأنه لن‮ ‬يفعل ذلك أبداً‮.‬
أسئلة كثيرة تطرح نفسها هنا منها مثلاً‮: ‬لماذا عمرو دياب تحديداً‮ ‬تلصق به هذه التهمة دون‮ ‬غيره من نجوم الغناء الذين‮ ‬يتعاملون مع شركة روتانا؟‮! ‬ولماذا‮ ‬يتم توجيه السهام الجارحة تجاهه وحده مع أن الشركة تتعامل مع عشرات المطربين والمطربات من مصر والوطن العربي؟‮! ‬لماذا لم توجه التهم لكل هؤلاء النجوم لو كان موضوع التطبيع مع إسرائيل صحيحاً؟‮! ‬ولماذا الصمت طوال كل هذه السنوات دون شكوي وطرح للموضوع علي الساحة الفنية والإعلامية لو كان صحيحاً؟‮! ‬وهل هي محاولة لتصفية عمرو دياب واغتياله كفنان حقق شهرة واسعة ويعتبر الأول علي الساحة الغنائية في كل الوطن العربي،‮ ‬ولحساب من‮ ‬يحدث ذلك؟‮!‬
عمرو دياب أصدر عدة بيانات أراها جيدة من وجهة نظري‮.. ‬ففي أول بيان أكد حزنه وأسفه لما نسب له من بعض شعراء وملحني أغانيه السابقة،‮ ‬وفي الثاني طالب جمهوره بعدم الهجوم علي أي شخص،‮ ‬وهي بيانات متزنة،‮ ‬كما أعجبني البيان الذي أصدره الملحن عمرو مصطفي،‮ ‬فقد كان متوازناً‮ ‬أيضاً‮ ‬وحاول فيه شرح الخلاف،‮ ‬وهذا أمر جيد من فنان بقيمة عمرو مصطفي الذي شرح الموضوع بشكل مبسط وقال ما له وما عليه،‮ ‬كما أعجبني ما قاله الشاعر بهاء الدين محمد ورفضه كل ما قيل عن موضوع التطبيع لأنه‮ ‬يعرف أنه لا‮ ‬يوجد موضوع من الأساس،‮ ‬وهناك الكثير من الشعراء والملحنين الذين أكدوا تضامنهم وتعاونهم مع عمرو دياب،‮ ‬وأنا هنا لا ألوم من هاجم عمرو دياب فقد‮ ‬يكونوا‮ ‬يريدون الحصول علي حقوق‮ ‬يرونها حق لهم من وجهة نظرهم،‮ ‬لكنني ألوم الأسلوب الذي تم اتباعه والدخول في قضايا لاداعي لها‮.‬
من المؤكد أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء،‮ ‬فقد سمعت عن لقاءات كثيرة عقدت منذ فترة في أحد الفنادق الكبري بالقاهرة،‮ ‬بمجرد تأسيس شركة لتحل محل جمعية المؤلفين والملحنين،‮ ‬بعد أن ضاق البعض من توزيع حقوق الأداء العلني علي كل أعضاء الجمعية،‮ ‬بالإضافة للمعاشات في الجمعية وغيرها من الأمور وهو ما دفع البعض لإنشاء شركة تتولي مهمة تحصيل حق الأداء العلني بدلاً‮ ‬من جمعية المؤلفين والملحنين التي تضم حوالي‮ ‬2700‮ ‬عضوا وهذا أمر خطير بعد أن طالب البعض بأن‮ ‬يتم تحويل قيمة حق الأداء العلني علي شركات محددة،‮ ‬ولا أدري هل تم تفعيل عمل هذه الشركة أم لا،‮ ‬مع تأكيدي علي أنه من حق أي شخص أن‮ ‬يطالب بحقوقه ضمن القنوات الشرعية،‮ ‬لكنني أتساءل عن حقيقة المفاوضات التي تمت من أجل استقالة البعض من‮ »‬الساسيم‮« ‬وهي الشركة الأم لتحصيل حق الأداء العلني من أجل تحويل الحقوق لهم لكنهم رفضوا‮.‬
عموماً‮ ‬الموضوع وصل لنقابة الموسيقيين التي أكدت أنها ستراجع عقد عمرو دياب للوقوف علي حقيقة الأمر،‮ ‬وأعلم جيداً‮ ‬أنه لا‮ ‬يوجد بند في العقد‮ ‬ينص علي بيع الأغاني للعدو الصهيوني،‮ ‬لأني أعلم جيداً‮ ‬أن‮ ‬عمرو دياب فنان أكبر مما‮ ‬يقال‮.‬

        المصدر:




0 comments:

إرسال تعليق

ننتظر تعليقات الديابية دائما .. فلا تبخلوا علينا بها